عين ام الناس

موقع إن أميناس، الذي هاجمته مجموعات متشددة مسلحة، يمثل
إنتاجه 12 بالمئة من مجمل إنتاج الغاز الجزائري، وهو ما يفسر العدد الكبير
للعاملين الأجانب في الموقع والذين سقط منهم العشرات في محاولة لتحريرهم.


البترول والغاز يمثلان 98 بالمئة من صادرات الجزائر و40 إلى 45 بالمئة من الإنتاج المحلي الإجمالي وأكثر من ثلثي إيرادات الميزانية.

تقوم شركة بي بي البريطانية والدانماركية ستاتويل والشركة الجزائرية القومية سوناتراك بتشغيل موقع إن أميناس لإستغلال الغاز.

يعمل الموقع منذ عام 2006 وينتج 9 مليار متر مكعب من الغاز كل عام بما
يوازي 12 بالمئة من إنتاج الجزائر الكلي و18 بالمئة من صادراتها. أي أنه
وطبقا للأسعار العالمية الجارية، يحقق دخلا سنويا بنحو 4 مليار دولار.

وقامت ببناء الموقع شركة معالجة الغاز وهي مكونة من جي جي سي اليابانية
والأميركية براون أند روت. والأخيرة كانت في السابق شركة فرعية للعملاق
الأميركي هاليبرتون. وقد يفسر ذلك وجود يابانيين وأميركيين بين الرهائن.

التواجد المكثف للشركات الأجنبية في الجزائر

في عام 1971، قامت الحكومة الجزائرية بتأميم قطاع إنتاج النفط. وتستحوذ
الشركة الحكومية سوناتراك على 51 بالمئة من حقوق استغلال الغاز والنفط،
وتعمل بالشراكة مع شركات منفذة أجنبية. وتعتبر الشركة البريطانية بي بي
والأميركية أناداركو أهم هؤلاء الشركاء.

وفشلت مناقصات التنقيب واستغلال المواد النفطية التي طرحتها الجزائر في
السنوات الأخيرة فشلا ذريعا. وبناء على ذلك خلصت الحكومة الجزائرية إلى
ضرورة تخفيف الضرائب التي تفرضها على هذا القطاع لجذب الشركات الأجنبية.

حماية مشددة للمنشأت النفطية

من الناحية الأمنية، كانت المنشأت النفطية الجزائرية تحظى حتى الأن
بحماية أمنية مشددة. حتى أنه في قمة الحرب الأهلية (1991-2001) لم تتأثر
الصادرات تأثرا يذكر واستمر إنتاج البترول مستقرا.

لكن في الفترة الأخيرة، تدهور الوضع الأمني بشكل ملحوظ، طبقا لشهادة مقاولين فرنسيون متواجدون في المنطقة.

وقال شهود العيان إن "الإنتهاكات أصبحت شبه يومية ولكن لا أحد يتحدث
عنها. المسلحون المتشددون يجوبون المنطقة طوال الليل في سيارات مطفأة
الأضواء في هذه المنطقة الوعرة حيث تنتقل الكثبان الرملية باستمرار بفعل
الرياح".

ويوم 17 يناير بدأت عدة شركات نفط أجنبية مثل بي بي وستاتويل والإسبانية سيبسا بإجلاء موظفيها من الجزائر.

وتتواجد في الجزائر شركات أجنبية كبرى أخرى مثل شل، وهي شركة بريطانية
هولندية مشتركة، والإيطالية إيني والإسبانية ريبسول والروسية جازبروم
والأميركية كونوكو فيليبس.

البديل الروسي للغاز الجزائري

تحتل الجزائر المرتبة التاسعة بين الدول المنتجة للغاز الطبيعي في العالم. وبلغ انتاجها 78 مليار متر مكعب عام 2011.

ويمثل الغاز الجزائري 9 بالمئة من تموين دول الإتحاد الأوروبي وذلك بعد
روسيا (24 بالمئة) والنرويج (19 بالمئة). اما بالنسبة لفرنسا فالغاز
الجزائري لم يعد يمثل سوى 12 بالمئة من واردات باريس.

وتعتبر الجزائر مصدرا رئيسيا للغاز بالنسبة لإسبانيا وإيطاليا. ويوم 17
يناير انخفض تدفق الغاز من الجزائر إلى إيطاليا انخفاضا طفيفا ليصل إلى 62
مليون متر مكعب يوميا بدلا من75,2 مليون كما في المعتاد. ولكن الوضع عاد
إلى طبيعته منذ ذلك الحين.

وبالنسبة للأسواق، لا يزال وقع أحداث إن أميناس محدودا. وفيما يتعلق
بأوروبا فأي توقف في الإمدادات يمكن أن يعوض بغاز من روسيا. وقد قامت شركة
انتاج الغاز الروسية جازبروم بافتتاح فرع جديد لأنبوب الغاز نورد ستريم
الذي تملكه. كما قامت بإطلاق انتاج حقل بوفاننكوفو، في سيبيريا، والذي من
المتوقع أن يصل انتاجه إلى 46 مليار متر مكعب وذلك بدءا من 2013. كذلك قامت
برفع انتاج حقل زوبزليارنوي إلى 130 مليار متر مكعب سنويا.