مستوى الانتاج النفطي في الجزائر انخفض إلى أدنى مستوى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


كشف دكتور الاقتصاد محجوب بدة أن مستوى الإنتاج النفطي الجزائري تراجع، لأول مرة منذ سنوات، إلى أدنى مستوى له، أي تحت سقف 2 ,1 مليون برميل يوميا، ما سيدفع السلطات العمومية إلى البحث سريعا عن بدائل واقعية، خاصة وأن الشركات الأجنبية لم تسجل أي اكتشاف جديد للمحروقات طوال السنة الحالية إلى غاية الآن.
وأوضح بدة لـ''الخبر'' أن ''هناك مؤشرات عديدة تكشف عن ضرورة إعادة النظر سريعا في السياسة المتبعة على مستوى قطاع المحروقات عموما، فالاحتياطي الجزائري من النفط عرف استقرارا نسبيا إلى حد الجمود، خلال السنوات الماضية، بالنظر إلى وتيرة الاكتشافات الجديدة المتواضعة، فالجزائر لم تحقق منذ أكثـر من خمس سنوات اكتشافا معتبرا للمحروقات، وظل الاحتياطي من النفط، تقريبا، يراوح مكانه في حدود 12 مليار برميل، أي في حدود 20 سنة من الاستغلال، ضف إلى ذلك أن هناك معطيات تفيد بإمكانية بداية تراجع حقول ومواقع هامة، منها حاسي بركين وحتى حاسي مسعود، الذي يعتبر أهم مصدر للإنتاج النفطي، بتوفيره لأكثـر من نصف الإنتاج البترولي في الجزائر في غضون 2017، ما يتطلب الاستعانة بتقنيات حديثة لمضاعفة نسبة الاسترجاع، التي لا تتجاوز حاليا 50 بالمائة من الاحتياطي''.
في نفس السياق، لاحظ دكتور الاقتصاد ''أن مستوى الإنتاج النفطي في الجزائر لم يتجاوز سنتي 2011 و2012 مستوى 26, 1 مليون برميل يوميا، وعرف تراجعا مستمرا منذ بداية 2012 إلى حد أضحى فيه يقل عن مستوى 2, 1 مليون برميل يوميا لأول مرة، وبدأت أولى المؤشرات تبرز مع الإعلان عن عدم إمكانية تحقيق الهدف الذي تم تحديده وهو 4, 1 مليون برميل يوميا، بل لم تنجح الجزائر في تجاوز قدرة إنتاج تصل 3 ,1 مليون برميل يوميا، والأهم من ذلك أن نفس الوضع عرفه مجال الغاز الطبيعي، أيضا، مع انكماش في الإنتاج والتصدير الذي تدنى لأول مرة تحت سقف 60 مليار متر مكعب أيضا''.
وسجل الخبير الاقتصادي ''ينتظر أن تقوم السلطات العمومية بإعادة النظر في العديد من النقاط الخلافية في قانون المحروقات الجديد، الذي يرتقب أن يكون جاهزا مع نهاية السنة الحالية، على أن يتم بعدها مباشرة إطلاق المناقصة الدولية التي يراد من خلالها استقطاب اهتمام الشركات الدولية، التي تراجع نشاطها الاستكشافي بصورة ملحوظة سنتي 2011 و2012، ثم يرتقب أيضا أن يتم اعتماد برنامج واسع للرفع من نسبة الاسترجاع في أهم الحقول الجزائرية النشطة لإطالة عمر استغلالها، بما في ذلك حاسي مسعود وحاسي الرمل وحاسي بركين وتنهرت بإليزي، والرفع من مستوى الاستكشاف إلى مستوى أكبر مما هو عليه حاليا، والمقدر في حدود 10 آبار في 100 ألف كلم مربع، وهو معدل متدن كثيرا''. مضيفا ''أمام المنافسة الكبيرة التي يواجهها النفط الجزائري سجلنا تراجعا للرسوم المفروضة عليه، خاصة في الصائفة الحالية، وعليه فإن الجزائر مدعوة لبذل جهود أكبر لتحسين مناخ الاستثمار في قطاع يظل استراتيجيا، ولكن أيضا التفكير مليا في تنويع الاقتصاد الجزائري، بما يكفل ضمان نوع من الاستقلالية بعد 2015، لأن الدولة لا يمكنها أن تواصل سياسة الإنفاق العمومي بنفس المستوى والوتيرة بعد 2015، وإلا فإنها يمكن أن تضع توازناتها المالية في وضع حرج.